شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح القواعد الأربعة
39327 مشاهدة print word pdf
line-top
المراد بالحنيفية

...............................................................................


الحنيفية: هي الملة القويمة. كثيرا ما يذكر الله تعالى إبراهيم بها، ففي قول الله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وفي قوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا فسر الحنيف بأنه: المقبل على الله المائل عما سواه، وفسر بأنه المائل عن الشرك قصدا إلى التوحيد؛ لأن الحنف عند العرب هو الميل، وذلك لأن النفس تدعو إلى شهواتها، ولأن الهوى يدعو إلى ما يميل إليه، ولأن الدنيا تتزين لأهلها، ولأن الشياطين تُضِلُّ من اتبعها. فالإنسان إذا مال عن هذه كلها فإنه يكون سالكا للحنيفية، ملة إبراهيم الملة: واحدة الملل، وهي المناهج والمسالك، والطرق التي يسار عليها بالأعمال.
وقد ذكر الله تعالى ملة إبراهيم بهذا بقوله تعالى: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ملة أبيكم: أي الزموا ملة أبيكم إبراهيم ملة إبراهيم يعني سنته، وطريقته. ملة إبراهيم أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله، يعني أن تخلص له العبادة وحده، مخلصا له الدين، يعني أن تخلص العبادة لله وحده، وأن تترك عبادة ما سواه حسيا أو معنويا. أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين.

line-bottom