شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح القواعد الأربعة
28301 مشاهدة
المراد بالحنيفية

...............................................................................


الحنيفية: هي الملة القويمة. كثيرا ما يذكر الله تعالى إبراهيم بها، ففي قول الله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وفي قوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا فسر الحنيف بأنه: المقبل على الله المائل عما سواه، وفسر بأنه المائل عن الشرك قصدا إلى التوحيد؛ لأن الحنف عند العرب هو الميل، وذلك لأن النفس تدعو إلى شهواتها، ولأن الهوى يدعو إلى ما يميل إليه، ولأن الدنيا تتزين لأهلها، ولأن الشياطين تُضِلُّ من اتبعها. فالإنسان إذا مال عن هذه كلها فإنه يكون سالكا للحنيفية، ملة إبراهيم الملة: واحدة الملل، وهي المناهج والمسالك، والطرق التي يسار عليها بالأعمال.
وقد ذكر الله تعالى ملة إبراهيم بهذا بقوله تعالى: مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ملة أبيكم: أي الزموا ملة أبيكم إبراهيم ملة إبراهيم يعني سنته، وطريقته. ملة إبراهيم أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله، يعني أن تخلص له العبادة وحده، مخلصا له الدين، يعني أن تخلص العبادة لله وحده، وأن تترك عبادة ما سواه حسيا أو معنويا. أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين.